منتدى الغنزيز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الغنزيز

منتدانا يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طرائف ممتعة ...المجمموعة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mohamed00728

mohamed00728


ذكر عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 28/02/2007

طرائف ممتعة ...المجمموعة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: طرائف ممتعة ...المجمموعة الأولى   طرائف ممتعة ...المجمموعة الأولى Icon_minitimeالجمعة مارس 02, 2007 2:57 am

الحسن و الحسين إبنا رسول الله

قال الشعبي : كنت بواسط [1] ، و كان يوم أضحى ، فحضرت صلاة العيد مع الحجاج ، فخطب خطبةً بليغة ، فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته ، فوجدته جالساً مستوفزاً ، قال : يا شعبي هذا يوم أضحى ، و قد أردت أن أضحِّي برجل من أهل العراق ، و أحببت أن تسمع قوله ، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به .

فقلت : أيها الأمير ، لو ترى أن تستن بسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، و تضحي بما أمر أن يضحي به ، و تفعل فعله ، و تدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره .

فقال : يا شعبي ، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه ، لكذبه على الله وعلى رسوله ، وإدخاله الشبهة في الإسلام .

قلت : أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك ؟

قال : لا بدّ منه .

ثم أمر بنطع فبسط ، و بالسيّاف فأُحضر ، وقال : أحضروا الشيخ ، فأتوه به ، فإذا هو يحيى بن يعمر [2] ، فأغممت غماً شديداً ، فقلت في نفسي : وأي شيء يقوله يحيى مما يوجب قتله ؟

فقال له الحجاج : أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق ؟

قال يحيى : أنا فقيه من فقهاء أهل العراق .

قال : فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين ( عليهما السَّلام ) من ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

قال : ما أنا زاعم ذلك ، بل قائل بحق .

قال : وبأي حق قلت ؟

قال : بكتاب الله عز وجل .

فنظر إليَّ الحجاج ، وقال : اسمع ما يقول ، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه ، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين من ذرية محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

فجعلت أفكر في ذلك ، فلم أجد في القرآن شيئاً يدل على ذلك .

و فكر الحجاج ملياً ثم قال ليحيى : لعلك تريد قول الله عز وجل : { فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدعُ أَبْناءَنا وَ أَبْنَاءَ كم وَ نِساءَنا و نِساءَ كُم وأنفُسَنا وأنفُسَكم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنةَ اللهِ عَلَى الكاذبينَ } [3] وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السَّلام ) .

قال الشعبي : فكأنما أهدى لقلبي سروراً ، وقلت في نفسي : قد خلص يحيى ، وكان الحجاج حافظاً للقرآن .

فقال له يحيى : والله ، إنها لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج لما قلت .

فاصفرَّ وجه الحجاج ، وأطرق ملياً ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال : إن جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك ، فلك عشرة آلاف درهم ، وإن لم تأت بها فأنا في حلٍ من دمك .

قال : نعم .

قال الشعبي : فغمَّني قوله فقلت : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ، ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه ، فإن جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو .

فقال يحيى للحجاج : قول الله عزّ وجلّ { وَ مِن ذُرِّيتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ } [4] من عنى بذلك ؟

قال الحجاج : إبراهيم ( عليه السَّلام ) .

قال : فداود وسليمان من ذريته ؟

قال : نعم .

قال يحيى : و من نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته ؟

فقرأ يحيى : {وَ أَيّوبَ وَ يوسُفَ وَ موسى وَ هارونَ وَ كذلِكَ نَجْزي المُحسنينَ } [5] .

قال يحيى : ومن ؟

قال : { وَزَكَريا وَ يَحيى وَ عِيسى } [6] .

قال يحيى : ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ( عليه السَّلام ) ، ولا أب له ؟

قال : مِن قِبَل أُمّه مريم ( عليهما السلام ) .

قال يحيى : فمن أقرب : مريم من إبراهيم ( عليه السَّلام ) ، أم فاطمة ( عليها السلام ) من محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ؟

قال الشعبي : فكأنّما ألقمه حجراً .

فقال : أطلقوه قبَّحَه الله ، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله فيها .

ثمّ أقبل عليَّ فقال : قد كان رأيك صواباً ولكنّا أبيناه ، و دعا بجزور فنحره و قام فدعا بالطعام فأكل و أكلنا معه ، و ما تكلّم بكلمة حتى افترقنا ولم يزل ممّا احتجّ به يحيى بن يعمر واجماً [7] .

كيف مات الحَجَّاج

اشتهر الحجّاج بن يوسف الثقفي بولائه للبيت الأموي و بعدائه و نصبه للبيت العلوي ، كما و أشتهر بسفكه للدماء و ولعه في قتل شيعة أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) أمثال كميل بن زياد ، و سعيد بن جبير و غيرهم .

و كان للحجاج في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم يُسمع بمثلها ، و كان يُخبر عن نفسه أن أكبر لذاته سفك الدماء وارتكاب القتل .

كانت نهاية هذا الطاغية بمرض الأكلة التي وقعت في بطنه ، فدعا الطبيب لينظر إليه فأخذ لحماً وعلَّقه في خيط و سرحه في حلقه و تركه ساعة ثم أخرجه و قد لصق به دود كثير ، و سلّط الله عليه الزمهرير ، فكانت الكوانين تجعل حوله مملؤة ناراً وتدنى منه حتى تحرق جلده و هو لا يحس بها ، فشكا ما حاله و ما يعاني من شدة الألم إلى الحسن البصري

فقال له الحسن البصري : قد كنت نهيتك ألا تتعرّض إلى الصالحين فلحجت .

فقال له : يا حسن ، لا أسألك أن تسأل الله أن يفرّج عنّي ، ولكني أسألك أن تسأله أن يُعجِّل قبض روحي و لا يطيل عذابي .

و بقي الحجاج على هذه الحالة و بهذه العلة خمسة عشر يوماُ ، و توفي في شهر رمضان سنة : 95 هجرية في مدينة واسط ودفن بها وعُفي قبره [8] .

ثواب الصابر على موت ولده

توفي لعثمان بن مظعون ( رضي الله عنه ) ولدٌ فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ في داره مسجدا يتعبد فيه ، فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال :

" يا عثمان إن الله عزَّ و جَلَّ م يكتب علينا رهبانية إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله ، يا عثمان بن مظعون إن للجنة ثمانية أبواب و للنار سبعة أبواب أ فلا يسرك ألا تأتي بابا منها إلاَّ وجدت ابنك بجنبه آخذا بحجزتك [9] ليشفع لك إلى ربه عزَّ و جَلَّ " .

فقيل يا رسول الله و لنا في افراطنا ما لعثمان ؟

قال ( صلى الله عليه وآله ) : " نعم لمن صبر منكم و احتسب " .

كيف نُعزِّي المُصاب بمصيبته ؟

إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عزَّى رجلا على ابنه فقال :

" آجرك الله و أعظم لك الأجر " .

جزاء الصابرين

رُوي عن الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) أنه قال :

" إذا جمع الله الأولين و الآخرين ينادي منادٍ أين الصابرون ليدخلوا الجنة بغير حساب ، فيقوم عنق من الناس فتتلقاهم الملائكة .

فيقولون : إلى أين يا بني آدم ؟

فيقولون : إلى الجنة .

فيقولون و قبل لحساب ؟

فقالوا : نعم .

قالوا : و من أنتم ؟

قالوا : الصابرون .

قالوا : و ما كان صبركم ؟

قالوا : صبرنا على طاعة الله ، و صبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله عزَّ و جَلَّ .

قالوا : أنتم كما قلتم ، ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين .







[1] مدينة بناها الحجاج في العراق عام 83 / 84 هجري ، وسميت واسطاً لتوسطها بين البصرة والكوفة والأهواز و بغداد ، فإن بينها وبين كل واحدة من هذه المدن مقداراً واحداً وهو خمسون فرسخاً . التنبيه والأشراف : 311 ، وفيات الأعيان لابن خلكان : 2/ 50 .


[2] هو : أبو سليمان يحيى بن يعمر العامري البصري ، ولد في البصرة ، وهو أحد قرّائها وفقهائها ، كان عالماً بالقرآن الكريم والفقه والحديث والنحو ولغات العرب ، وكان من أوعية العلم وحملة الحجة ، أخذ النحو عن أبي الأسود الدوئلي ، وحدَّث عن أبي ذر الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وابن عبّاس وغيرهم ، كما حدث عنه جماعة أيضاً ، وكان من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت – صلوات الله وسلامه عليهم - ، وقيل هو أول من نقّط القرآن قبل أن توجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة ، وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير متكلّف ، طلبه الحجّاج من والي خراسان قتيبة مسلم فجيء به إليه ، لأّنه يقول أن الحسن والحسين ( عليهما السلام) ذريّة رسول الله ، وقد أذهل الحجّاج بصراحته وجرأته في إقامة الحق وإزهاق الباطل حتى نصره الله عليه ، كما نفاه الحجاج في سنة 94هجرية لأنّه قال له : هل ألحَنْ ؟ فقال : تلحن لحناً خفياً ، فقال : أجلتك ثلاثاً ، فإن وجدتك بعدُ بأرض العراق قتلتك ؟ فخرج ، وأخباره ونوادره كثيرة ، توفي – رحمة الله عليه – سنة 129 هجرية .

راجع ترجمته في : وفيات الأعيان لا بن خلكان : 6 / 173 – 176 ، ترجمة رقم : 797 ، معجم الأدباء للحموي : 20 / 42 – 43 ، ترجمة رقم : 23 ، سير أعلام النبلاء للذهبي : 4 / 441 – 443 ، الأعلام للزركلي : 9 / 225 ، مستدركات علم رجال الحديث للشاهرودي : 8 / 242 ترجمة رقم : 16298 .


[3] سورة آل عمران ( 3) ، : الآية 61 .


[4] سورة الأنعام ( 6 ) ، : الآية 84 .


[5] سورة الأنعام ( 6 ) ، : الآية 84 .


[6] سورة الأنعام ( 6 ) ، : الآية 85


[7] كنز الفوائد للكراجكي : 1 / 357 – 360 ، بحار الأنوار للمجلسي : 10 / 147 – 149 ، حديث 1 ، و25 /243- 246 ، حديث 26 ، وفيات الأعيان لابن خلكان : 6 / 174 ، العقد الفريد للأندلسي : 2 / 48 – 49 ، و5 / 281 ، بتفاوت . نقلاً عن مناظرات في العقائد و الأحكام ، الجزءُ الأول ، تأليف وتحقيق : الشيخ عبد الله الحسن ، 255 – 259 .


[8] راجع : وفيات الأعيان لا بن خلكان : 2 / 29 ترجمة رقم : 149 ، و سفينة البحار 1 / 221 – 222


[9] الحجزة بضم الحاء المهملة و الزاء موضع شد الإزار ، و لذا قيل للإزار حجزة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
طرائف ممتعة ...المجمموعة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الغنزيز :: ~*¤ô§ô¤*~ الاقــســام الديــنــية ~*¤ô§ô¤*~ :: قــســم الخـطـب و الـمقـاطع الاســلاميــة-
انتقل الى: